سهم نتفليكس يهبط 90%.. انهيار السوق أم لعبة تجزئة الأسهم؟ -- Nov 18 , 2025 42
شهد سهم «نتفليكس» تحركاً لافتاً في بداية تعاملات الأسبوع، بعدما ظهر على شاشات التداول وكأنه يتراجع بواقع 90%، قبل أن يتضح أن الأمر مرتبط بإعلان الشركة تنفيذ تجزئة ضخمة لأسهمها.
هذا التغيير التقني انعكس سريعاً على حركة السهم، الذي صعد خلال الجلسة الممتدة بنحو 3.7%، قبل أن يتخلى عن مكاسبه لاحقاً وسط اهتمام واضح من المستثمرين بقرار الشركة الهادف إلى تعزيز جاذبية السهم لموظفيها وحملة خيارات الأسهم، وإزالة العائق السعري أمام المستثمرين الأفراد، بعد أن تجاوز سعر السهم حاجز الألف دولار.
ماذا تُعني تجزئة الأسهم؟
تجزئة الأسهم هي عملية تقوم بها الشركة لتقسيم أسهمها القائمة إلى عدد أكبر من الأسهم بالقيمة الإجمالية نفسها لرأس المال.
بمعنى آخر، لا تتغير القيمة السوقية للشركة، لكن عدد الأسهم يتضاعف ويصبح كل سهم بسعر أصغر، ما يجعل السهم أكثر قابلية للتداول ويتيح للمستثمرين الأفراد شراء الأسهم بسعر أقل.
على سبيل المثال، إذا أعلنت شركة عن تجزئة 10 مقابل 1، فإن كل سهم واحد يمتلكه المستثمر قبل التجزئة سيصبح عشر أسهم بعد التجزئة، ويقل سعر كل سهم إلى حوالي عشرة أضعاف أقل، مع بقاء القيمة الإجمالية للاستثمار ثابتة.
ويكون الهدف من تجزئة الأسهم غالباً هو زيادة السيولة وجذب قاعدة أكبر من المستثمرين، خاصة عندما يكون سعر السهم مرتفعاً جداً ويصعب على الأفراد شراء عدد كافٍ من الأسهم.
كما تساعد التجزئة على تشجيع تداول الأسهم ضمن برامج خيارات الموظفين، وتعطي انطباعاً نفسياً بأن السهم أصبح أكثر «قابلية للشراء» دون أن يكون لذلك تأثير في القيمة الحقيقية للشركة أو أرباحها.
تفاصيل التجزئة وتأثيرها في التداول
أوضحت الشركة أن مجلس الإدارة وافق على التجزئة، وأن المساهمين المسجلين حتى 10 نوفمبر تشرين الثاني 2025 سيحصلون على تسعة أسهم إضافية مقابل كل سهم يمتلكونه.
ومن المقرر أن يبدأ التداول بالسعر المعدّل في 17 نوفمبر 2025، ما يعني انتقال سهم نتفليكس من خانة الأسعار المرتفعة إلى مستويات أكثر ملاءمة للسيولة اليومية، وبعد التجزئة استقر السهم عند 110.29 دولار، بعدما كان يسجل في السابق 1124 دولار للسهم.
أداء السهم منذ بداية العام والتوقعات
وعلى مدار 2025، ارتفع السهم 26.8%، لكنه لا يزال يتداول أقل من ذروته في يونيو حزيران 2025، أما المستثمرون الذين ضخوا 1000 دولار في السهم قبل خمس سنوات، فتضاعفت قيمتها إلى 2323 دولاراً.
ورغم موجة التقلبات الأخيرة، حافظ عدد من المحللين على نظرتهم الإيجابية، من بينهم «بنك أوف أميركا» الذي أعاد توصية «شراء»، مستنداً إلى استمرار زخم نمو المشتركين، وارتفاع الأرباح، وتوسع الشركة في الإعلانات والبث المباشر.
ويشير 53 محللاً اقتصادياً بحسب استطلاع CNN، إلى أن 72% من المحللين يتوقعون صعود السهم وشراءه، مقابل 25% يوصون بالاحتفاظ بالسهم، و 4% يتوقعون هبوط ويدعمون بيعه.انعكاسات السوق وخلفية الأداء الأخير
تاريخياً، لا يُعد سهم نتفليكس من الأسهم عالية التذبذب، إذ لم يشهد سوى سبع تحركات تجاوزت 5% خلال عام كامل، ما يجعل ردة الفعل الحالية مؤشراً على اهتمام وول ستريت بخطوة التجزئة، دون اعتبارها تحوّلاً جوهرياً في أساسيات الشركة.
ويأتي هذا التطور بعد أيام من الضغوط التي تعرض لها السهم عقب تراجع بلغ 9.7% بسبب فاتورة ضريبية مفاجئة في البرازيل بقيمة 619 مليون دولار، أثّرت في أرباح الربع الثالث رغم نمو الإيرادات بواقع 17.2% إلى 11.51 مليار دولار.
ورغم أن الشركة أكدت أن هذه الضريبة لن تؤثّر في نتائجها المستقبلية، فإن المستثمرين تعاملوا بحذر مع الهامش التشغيلي الذي تراجع إلى 28.2%.
وبالتوازي، شهدت الجلسة تحركات أخرى لافتة، بينها ارتداد سهم «علي بابا» بعد إعلان جديد يتعلق بالذكاء الاصطناعي، بينما تأثرت شركات تجميل يابانية مثل «شيسيدو» بارتفاع التوترات الدبلوماسية بين الصين واليابان، كما واصلت «كليرووتر أناليتيكس» ارتفاعها القوي وسط اهتمام من المستثمرين بقطاع البرمجيات السحابية.